رجل من أغلى الرجال

احببته منذ أول مرة رايته فيها

شعرت فى كلماته بالصدق

ورايت فى ملامحه الحنان

وسمعت فى صوته الطيبة

لمست فى نظارته حب العمل

وتابعت بعينى دخان سجائره فوجدت حزنا

ولاننى كنت اعلم سر حزنه

ازددت احتراما له

وبمرور الايام ازددت حبا له وتعلقا به



كنت احس معه بجمال سنين شبابه

ورحلة كفاحه فى الحياة

شعرت منه بمعنى الوفاء والاخلاص

علمنى معنى الصبر والتأنى

شعرت انه من باب التكريم له
ان اذكره هنا فى مدونتى
فهى الان من احب الاماكن لقلبى



هو ليس سياسيا ولا اديبا ولا شاعرا

وهو ليس زوجى ولا هو اخى ولا هو ابى



انه والد زوجى رحمة الله عليه

حماى العزيز الغالى

توفاه الله منذ سنتين وثلاثة اشهر

حزن عليه كل من يعرفه رجال ونساء

شباب واطفال

لا يمر يوم حتى الان دون ان نتذكره

ونترحم عليه نذكر له كلمة طيبة او نكتة اضحكتنا



كان رجلا بكل ما قد تحمله الكلمة من معنى

كان مؤمنا صحيح الايمان

كان طيب القلب وعطوفا

كان كريما جدا

كان المرض متمكنا منه لكنه لم ييأس يوم

كان يعود المريض وهو نفسه مريض

كان يتبع الجنائز وهو لا يقوى على السير

كان يصوم وله رخصة الافطار



اخر ايامه كنا نقوم الليل على صوته وهو يقرأ كتاب الله العزيز

وفى صوته وضوحا وتفسيرا وقوة كابن الثلاثين من عمره

لم يتزوج بعد وفاة زوجته وقد كان فى الخامسة والاربعين او اصغر قليلا

وكان معه من الاولاد ثلاثة على حد قوله(لا هما رجاله ولاهما عيال)

سن حرجة تحمل مشقتها وحده

اخر يوم له على هذه الدنيا حدثنى عن زوجته بانها كانت فى عينه اجمل النساء

واكثرهن اهتماما بعملها وبيتها وكانه يمنى نفسه بلقياها

وكأن نفسه تحدثه بأن لقائه بها قريب



اكتشفت بعد وفاته بأنه قد ذكرنى بكل خير فى كل بيت دخله

وان كل الاقارب يعرفوننى تمام العلم

وكانت نساؤهم تحضننى بكل قوة وتقول كان يحبك فاحببناكى واحببنا اطفالك



كيف لا احبه واعامله بكل ود فهو والد زوجى من رباه وجعله رجل فخر لكل الرجال

كيف لا احبه وهو بمنزلة الاب لى أأرضى لابى ان تعامله زوجة اخى معاملة غير انسانية

أأرضى لابى ان يكون وحيدا لايجد من يؤنس وحدته

أأرضى لابى غير الحب والحنان



أسال نفسى كيف تعامل بعض النساء اهل ازواجهن بفتور وجفاء
كيف تضعين الحدود والمسافات حتى من قبل ان تعرفيهم
اترضين ان يهملك ابنك ولا يسأل عنك بعد كبره وزواجه
كيف ان وجدت من زوجها تقصير ناحية اهله لا تذكره بحقهم عليه

أسأل نفسى وأتعجب

وأسأل المولى عز وجل أن يجعل اولادى من الذرية الصالحة
وان يجعل فى قلبهم الرحمة والحنان
كما كان فى قلب جدهم لوالديه
واباهم لوالديه
وكما افعل انا مع والدى بارك الله لهما

اللهم لاتجعل لى يوم على ارض هذه الدنيا اشعر فيه بغير ذلك
اللهم استجب دعائى